كبرياء فلسطيني عضو مشارك
عدد المساهمات : 29 نقاط : 62 تاريخ التسجيل : 30/07/2011 العمر : 35
| موضوع: انعكاس ,,,,,, الثلاثاء أبريل 03, 2012 4:23 am | |
| في هذا المساء الخفيف , بوحدته و موسيقاه , بألمه و غضبه , بسجائره و قهوته و نبيذه المنسي على طرف الطاولة الخشبية ذات الأطراف المهترئة. لا شيء هنا سوى شمعة وانعكاسات الاشياء على الحائط , انعكاس لكأس القهوة , وانعكاس لشكل علبة النبيذ , وانعكاس لي أنا , ألمحه حينا وأنساه كثيرا , ألمحة فأحسبه داخلي , جمود عاطفي ,جمود في الشكل و المعنى , سكون معلّق على طرف الحائط , يمثلني , ربما أكون انا حقيقته او يكون هو حقيقتي ! فلا شيء واضح تماما هنا ... هل أنا انعكاس له ام أنه انعكاس لي ! لا شيء واضح تماما هنا ....
على النافذة : زوجا حمام عاشقان , يغنيان, ويمارسان الحب , لا شيء يدعو للخجل ... لا شيء يدعوهما للاختباء, وانا هنا أمام النافذة لا يعكر صفوي أفكاري المبعثرة شيء, فلا حب قديم , لا اصدقاء , لا أهل ولا مال .. أرشف قهوتي بهدوء ,أدقق النظر في انعكاسي .. أبتسم : زوجا حمام عاشقان , أنا وانعكاسي , شمعة وموسيقى , فهل من حب مفقود! ام أن انعكاسي هو الحب ... احدثه , لا يجيب, أهو خجول مني , لا شيء يدعو للخجل , فالحمامات تمارس الحب على النافذة , لا شيء يدعو للخجل , أحدثه فلا يجيب , اغني له .. يلتزم الصمت , أعبر له عن حبي, ويستمر هو على حاله , جمود عاطفي و سكون في الشكل و المعنى ... هل هذا انعكاسي !
هل هو انعكاسي؟ لماذاهو حزين هكذا!
يربكني صوت من مكان ما " هل تحب الحب؟" ... فلا اجيب , أنظر الى انعكاسي .. هل هو صوتك . فلا يجيب ,, هذا الانعاكس حزين , صامت ! الشمعة ؟ لا لا ,, كأس النبيذ ! لا ... ثم يأتي الصوت مرة اخرى " هل تحب الحب؟"
أنا لا أحب شيئا ... من أنت ؟
لا تتهرب ؟ "هل تحب الحب؟"
قلت لك , أنا لا أحب شيئا ...
اذن , فلتشرب المزيد من النبيذ , و انظر لزوجا حمام يغنيان على نافذتك .. ثم نم ...
من أنت ؟ ...... من أنت ...؟
......
...
أرشف قليلا من النبيذ ,, ألتفت الى النافذة .... لا شكل للحب هناك ! ولا أنام ...
ما زلت معلقا على الحائط المقابل , أو ربما هو انعكاسي ما زال معلقا هناك !
نسمه خفيفة من الهواء المشبع بالأسى , تسقطني عن الحائط المقابل , ثم أعود , ثم اسقط ثم اعود ,, يتمايل ضوء الشمعة مع سقوطي , أو أسقط مع ميلانه , فلا شيء واضح تماما هنا ! لمذا لا تسقط او تتمايل انعكاسات الاشياء الخرى , فانعكاس الكأس ما زال كأسا , وانعكاس الشمعة على ذاتها ما زال انعكاس الشمعة على ذاتها ! لكني (أو انعكاسي ) قد سقطنا ....
كم هو خفيف هذا المساء , فلا واقع يحيط بي , ولا خيال ,, أستطيع الأن ان انام , او لا أنام , استطيع الان ان اغني او اصرخ , استطيع ان أبقى هنا , ولي الخيار بان أرحل , بامكاني الان ان أموت بصمت , فلا احد هنا... سواي , فلا قريب يلتفت ,, ولا حبيب يفتقد .. هل سيسقط انعكاسي ان مت الان , أم سيقى هناك حزينا كما هو . هل سيبقى معلقا على الحائط ليكون شاهدا على فرحة نفس حزينة بالطيران ! ومن سيشرب كأس النبيذ هذا .. و ان مت الان , فمن سيخبرني غدا , عن زوجا حمام كانا يغنيان , ويمارسان الحب على النافذة , فلا شيء يدعو للخجل !
أصحو, بعد هروب قصير الى واقع (أو خيال) أخر ,, أشعر أنني هنا منذ الازل ,,, لا شيء لي سواي ,, أتخيلني جئت الى هنا على جناح فراشة , و لم يكن شيء بعدها , بقيت هنا , وانا الأن هنا ,, ولا أحد هنا سواي ! ولي انعكاس جاء اليوم , ولكنه سقط ,,, ولي زوجا حمام مارسا الحب على الطرف الاخر من النافذة , ثم حلّقا في الافق ,, لا شيء واضح تماما هنا , ولا شيء يدعو للفرح .. لا شيء يدعو للحزن , لا شيء يدعو للخجل .... لا شيء هنا سواي ....
| |
|