الشهيد محمود المغربي
الشهيد محمود يوسف محمود المغربي من سكان مخيم الدهيشة ومن مواليد الجماهيرية الليبية في عام 1975 حيث أبعد والده من أرض الوطن عام 1967 ووالده يوسف مصاب قبل الإبعاد ويعاني لغاية الآن من إعاقة دائمة في القدم اليمنى.
محمود ووالد ووالدته وإخوانه الأربعة، قد قدموا من ليبيا قبل أربعة سنوات مع العائدين أبان عملية السلام ومنذ بداية الانتفاضة أي انتفاضة الأقصى برز المناضل محمود المغربي كقائد ميداني عسكري وكمنظم للمجموعات التي تقاوم الاحتلال وتمارس العمل العنيف وبأشكاله المتعددة بشكل علني وواضح.
يوم وتاريخ الاستشهاد وماذا يقول من كانوا معه؟؟
في تاريخ 10/12/2000 قررنا الذهاب الى منطقة النفق وبالقرب من مستوطنة (جيلو) المقابلة لمدينة بيت جالا وذلك لزرع العبوات الناسفة، حيث كنا ثلاثة أفراد من ضمنا الشهيد محمود المغربي وفي تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا وبعد أن سرنا على الأقدام من منطقة الدوحة وعبر الجبل الى منطقة بيت جالا وصلنا الى مدرسة الأمل حيث دخلنا المدرسة من الجهة الجنوبية وذهبنا باتجاه المنطقة الشمالية للمدرسة حيث يوجد جدار وسياج وقمنا بقصه وذلك لأن السياج كان قريب على منطقة الشارع الموالي الى شارع النفق أو ما يسمى شارع 60 ومن الفتحة التي عملناها في السياج خرجنا الى الشارع وأصبحنا في منطقة( c ) 250 مترا ووقفنا في منطقة قريبة من منطقة(المخرور) هناك انتظرنا ربع ساعة ولم تمر أي سيارة إسرائيلية أو أي حافلة، وتشاورنا فيما بيننا لزرع العبوات.
وبعد التشاور قررنا الذهاب قليلا باتجاه منطقة D.C.Oحيث يكون الشارع أي شارع النفق تحتنا تماما والعمل من هناك أسهل وكذلك التراجع بعد سيرنا 120 مترا تقريبا جلسنا في مكان بين الأشجار وأخذنا نراقب المنطقة وبعد ساعة ونصف تقريبا الى ساعتين، جاءت فرقة جيش إسرائيلي مكونة من خمس جنود ويرافقهم كلب ربما يكون كلب أثر ووقفوا بجانب الفتحة التي قمنا بفتحها في السياج وأخذوا الكلب عنده ودخلوا المدرسة وشاهدناهم يستخدمون الكشافات ويبحثون عن أشخاص هناك ولربما الفتحة أثارت الشبه لأنها منطقة خطر ومواجهات ومنطقة مرور لمستوطنين(من هار جيلا) وكذلك الجنود الى مقر D.C.O وبعد تواجد الجيش في المنطقة من 20-25 دقيقة نزل الجنود سيرا على الأقدام وذهبوا الى الجنود الآخرين المتواجدين على محسوم النفق والذين يبعدون عن المدرسة مسافة 800 متر حيث ذهبوا وجلسوا هناك.
وبعدها بدقائق معدودة بدأنا نلمس تحركات غريبة لجيش الاحتلال، حيث بدأوا ومن الجبل المقابل أي من منطقة تسمى( المخرور) بإضاءة الكشافات، وفي كل اتجاه وأخذنا نسمع نباح الكلاب الضالة ومن أكثر من اتجاه وهذا يدل على حركة للجنود حينها شعرنا بالخطر، وقررنا الانسحاب من الموقع ولكن السؤال بأي اتجاه؟
لأن كل الاتجاهات تؤدي حسب الموقع الذي نحن فيه، إما مستوطنة جيلو أو هار جيلا والى D.C.O وجميعها فيها جيش إسرائيلي وقناصة جاهزين وفي هذه الحالة لم يبق أمامنا سوى العودة من نفس الطريق التي قدمنا منها، أي الدخول عبر مدرسة الأمل، وهذا ما حدث معنا فعلا وهذا ما تبين لنا يقودوننا وبجونا إليهم، لأننا لو ذهبنا بأي اتجاه أخر فيه خطر على حياة المواطنين من الجيش وفي هذه المرحلة تأكدنا من أن الجيش يتابع تحركاتنا، وما علينا إلا الحذر والتصرف بحكمة وتوازن.
وبالفعل ذهبنا الى نفس المكان الذي أتينا منه، وسرنا باتجاه منطقة مدرسة الأمل، وأثناء سيرنا سمعنا إطلاق نار وقبل وصولنا الشارع الملاصق للمدرسة ب15-17 متر حيث أصيب الشهيد المغربي في قدميه ولم يعد قادرا على السير، ونحن قمنا بإطلاق النار عليهم، وحاولنا حمل محمود وإنقاذ حياته، فقال بالحرف الواحد (اهربوا عليكم بالهرب الآن وبسرعة) وأعطانا سلاحه(وقال خذوا هذه البندقية وقال أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله) شعرنا بأن الموضوع قد انتهى والأمور تسير بسرعة وهذا أستغرق دقيقة(أقل أو اكثر قليلا) وهربنا حيث كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يصاب محمود إلا في قدميه وكان حيا ويتحدث.
وبعد ابتعادنا عن الموقع وبعد أن نجونا، قمنا بالاختباء في منطقة الدوحة و هي منطقة A وفي تمام الساعة الثانية والنصف سمعنا صوت ثلاثة عيارات نارية حينها تأكدنا من استشهاد محمود المغربي، ( وأن لم يقع في الأسر ولن يكون أسيرا).
الطلقات الثلاثة التي سمعناها كانت في رأس محمود المغربي أطلقوها عليه، بعد أن حكموا عليه بالإعدام، وكما يبدوا تشاوروا مع جهات أمنيه وغيرها.
موضوع: الشهيد محمود المغربي 
الأحد مارس 13, 2011 4:17 pm