قال الله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }
عن أبي هريرة رضي الله عنه { كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام
البخاري (4557)
ولفظ النسائي في الكبرى: عن أبي هريرة قال: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال: نحن خير الناس للناس؛ نجيء بهم الأغلال في أعناقهم فندخلهم في الإسلام. الكبرى، ط. الرسالة (11005)
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. ابن أبي شيبة، ط. السلفية، 12/155-156 ومسند أحمد (2463) النسائي الكبرى، ط. الرسالة (11006) و ابن جرير، ط. التركي، 5/671
وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله عز وجل: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } يقول: على هذا الشرط أن تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، وتؤمنوا بالله، يقول: لمن أنتم بين ظهرانيه كقوله: { ولقد اخترناهم على علم على العالمين }. الطبري 5/673
وقال الامام ابن كثير، ط. مكتبة أولاد الشيخ، 3/142: والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما قال في الآية الأخرى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " أي خيارا " لتكونوا شهداء على الناس " الآية
ثم طوّل في الأدلة على فضل الأمة المحمدية في مبحث رائق؛ وإلى طالب علم تائق؛ ختمه بمسكٍ على الهَدْي السُنِّيِّ فقال:
فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس سرعة فقرأ هذه الآية: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ثم قال: من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها. رواه ابن جرير. انظره في تفسير الطبري، ط. التركي 5/672-673
ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله تعالى: " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " الآية. ولهذا لما مدح تعالى هذه الأمة على هذه الصفات شرع في ذم أهل الكتاب وتأنيبهم فقال تعالى " ولو آمن أهل الكتاب " أي بما أنزل على محمد " لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون" أي قليل منهم من يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم وأكثرهم على الضلالة والكفر والفسق والعصيان. 3/159
وقال شيخ الاسلام: صلاح العباد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن صلاح المعاش والعباد في طاعة الله ورسوله ولا يتم ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه صارت هذه الأمة خير أمة أُخرجت للناس، قال الله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } الفتاوى 28/306