أنماط سلوكية للطفل لا نتجاهلها
نقدم لك في هذا المقال ستة أنماط سلوك غير صحيحة كثيراً ما ينتهجها الأطفال وعليك ألا تتجاهلينها.. ونعرض عليك طرق التخلص منها إلى غير رجعة.
مقاطعتك أثناء الحديث:
لماذا يجدر بك ألا تتجاهلي هذه المشكلة؟
قد يكون طفلك في غاية الشوق كي يخبرك بأمر ما او يسألك أحد الأسئلة، لكن السماح له بمقاطعة حديثك لن يسمح له بتعلم كيفية مراعاة شعور الآخرين أو شغل نفسه ريثما ينتهي حديثهم، بل إن هذا سيجعله يظن بأنه مخول لجذب انتباه الآخرين متى شاء، ولن يصبح قادراً بعدها على تحمّل اي إحباط.
كيف تمنعينها؟ في المرة القادمة التي تقومين فيها بإجراء مكالمة هاتفية أو زيارة لإحدى صديقاتك، أخبري طفلك بأنه يجب أن يكون هادئاً وألا يقاطعك أثناء حديثك، واطلبي منه أن يشغل نفسه بنشاطٍ ما، أو دعيه يلعب بإحدى الألعاب اخاصة التي اقتنيتيها له.. فإذا نسي وجذب ذراعك وأنت تتكلمين، أشيري إلى كرسي ما واطلبي منه بهدوءٍ أن يجلس هناك ريثما تنتهين من حديثك.. فإذا تكرر الأمر مرة ثانية، أخبريه بأنه لن يستطيع الحصول على مايريده إذا قاطعك أثناء الحديث.
اللعب بخشونة:
لماذا يجدر بك ألا تتجاهلين هذه المشكلة؟
لابد أنك تعرفين أنه يجب عليك أن تتدخلي في حال ضرب طفلك زميله في اللعب، لكنه يجب أيضاً ألا تتجاهلي الأعمال ذات الطابع العدواني الخفي، مثل دفع طفلك لأخيه أو أخته خفية، أو قرصه لأحد أصدقائه، فإن لم تتدخلي في هذه الأحوال بالوقت المناسب، فسيصبح السلوك العدواني عادةً لدى طفلك مع بلوغه سن الثامنة .. وبالإضافة إلى ذلك، سيجعله تجاهلك يظن بأن إيذاؤ الناس أمرٌ مقبول.
كيف تمنعينها؟ واجهي مشاكل السلوك العدواني لطفلك حال حدوثها.. اسحبيه جانباً وقولي له: (إن ما تفعله مؤذٍ .. كيف ستشعر لو ضربك صديقك بنفس الطريقة؟) .. أي يجب عليك أن تجعليه يشعر بأن أي عمل يؤذي به شخصاً آخر أمرٌ غير مسموح.
وفي موعد لعبه المقبل، ذكريه بوجوب اللعب لطف، ودربيه على ما يجب عليه قوله في حال الغضب.. وإن كرر فعلته مرة أخرى ألغ موعد اللعب ذلك اليوم.
الادعاء بأنه لا يستطيع سماعك
لماذا يجدر بك ألا تتجاهلي هذه المشكلة؟
إن إخبارك لطفلك مرتين، وثلاث، بل حتى أربع مرات أن يفعل شيئاًَ لا يرغب بفعله مثل ركوب السيارة، أو توضيب ألعابه، يجعله يعتقد بأن تجاهله لك أمر عاديّ، وبأنه هو سيد الموقف.. فتذكيره مراراً وتكراراً يجعله ينتظر تذكيرك التالي به بدل الامتثال لك من المرة الأولى، وهذا سيؤدي به أن يصبح شخصاً عنيداً يحب السيطرة.
كيف تمنعينها؟ بدل التحدث مع طفلك عن بعد، اذهبي إليه وأخبريه بما تريدين منه أن يفعل، واجعليه ينظر إليك وأنت تتكلمين معه، واستخدمي الأسلوب اللطيف المحبب في الكلام.. ويمكن أن تستعيني بالتربيت على كتفيه، ومناداته باسمه، وإغلاق التلفاز للفت انتباهه.. وفي حال لم تنجح هذه الطريقة عاقبيه فوراً بالطريقة المناسبة.
أخذ الحلوى دون إذنك
لماذا يجدر بك ألا تتجاهلي هذه المشكلة؟
إذا جعلت طفلك يقوم بالنشاطات التي يجب عليك انت تنظيمها له بدون إذن منك، فلن يتعلم كيفية اتباع قواعد السلوك الصحيح.. فقد تنظرين إلى طفلك البالغ من العمر سنتين وهو يأخذ البسكويت أو زجاجة الكولا من المتجر دون إذن على أنه أمر ظريف، لكنك ستغرين رأيك عندما يصبح في الثامنة، ويذهب لزيارة صديقه القاطن في الحي المجاور دون إذنك.
كيف تمنعينها؟ عليك أن تضعي بعض القواعد لتصرفات طفلك في منزلك، ومن ثم تتحدثين معه حولها، فإذا ما قام طفلك مثلاً بتشغيل التلفاز دون إذنك قبل تشغيل التلفاز، فمن شأن هذا ترسيخ الأمر في ذهنه.
التأفف والتعبير عن الاستياء تجاه موقف ما
لماذا يجدر بك ألا تتجاهلين هذه المشكلة؟
قد تظنين بأن طفلك لن يصبح سليط اللسان حتى يصبح يافعاً، لكن السلوك الفظ يبدا عادةً عندما يحاول الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة بعد تقليد الأطفال الأكبر سناً كي يختبروا ردورد أفعال أهلهم.. وقد يتجاهل الأهل هذا الأمر لظنهم أنها مجرد نزوة مؤقتة، لكن عليهم أن يعرفوا أن عدم مواجهتهم لهذا السلوك كفيلٌ بتحويل طفلهم إلى شخص لا يحترم الآخرين، ولا يجد لنفسه صداقات مع زملائه أو معلميه.
كيف تمنعينها؟ اجعلي طفلك يدرك أبعاد سلوكه هذا، أخبريه أن كلامك لم يعجبه، والهدف من هذا لا أن تجعلي طفلك يشعر بالاستياء، بل أشعريه بما يبدو عليه شكله هذا، وفي حال استمر باتباع هذا السلوك، فارفضي التحدث معه وامشي بعيداًعنه، وقولي: ( أنا لا أستطيع سماعك عندما تتكلم معي بهذه الطريقة! عندما تصبح مستعداً للتحدث معي بلطف، سأستمع إليك).
الكذب أو المبالغة في الكلام:
لماذا يجدر بك ألا تتجاهلي هذه المكالمة؟
قد يدّعي طفلك بأنه رتب سريره بنفسه بينما كل ما فعله هو مد الغطاء الخارجي على السرير، أو قد يخبر صديقه بأنه زار مدينة لندن، بينما لم يتح له ركوب الطيارة بعد.. هذه المبالغات قد تبدو غير ذي أهمية كبيرة عندما تصدر عن طفل، ولكن مجابهة أي نوع من الأكاذيب هو أمرٌ هام جداً، فقد يتعوّد طفلك على الكذب في لامستقبل في حال ظن بأنه سيحسّن من شأنه أمام الناس، أو أن هذا يسمح له بجنب القيام بمهمة لا يرغبها، أو يحميه من مضاعفات أفعال قام بها.
كيف تمنعينها؟ عندما تسمعين أن طفلك قد كذب كذبة صغيرة أو كبيرة اجلسي معه وأخبريه مثلاً: (قد يكون من الممتع أن نسافر إلى لندن يوماً ما، لكن لا يجدر بك الكذب على صديقك وإخباره أنك ذهبت إلى هناك)، أخبريه أن الناس لن يصدقوه في المستقبل إن استمر بقول الإدعاءات الملفقة والأكاذيب، كما عليك أن تعرفي سبب كذبه والتأكد من أنه لم يحقق هدفه من ورائه.. فإذا قال مثلاً بأنه نظف أسنانه وهو لم ينظفها في الحقيقة، فاطلبي منه أن يعود وينظفها.